شماعة العين
هناك من يعلق أخطاءه ، والكسل الذي يعاني منه على شماعة العين..!!
مثال : لم يكمل دراسته لأنه مهمل فيقول( عين )..!
فارقته زوجته لأن أخلاقه سيئة فيقول( عين )..!
وآخر يشكو من ألم مزمن ، فإن لم يجد له سبباً عند الطبيب اعتقد مباشرة أنه مصاب بالعين..!
قد يجهل البعض أن الشخصية القلقة المضطربة والشخصية العصبية تعاني في الغالب من ( أمراض نفسجسمية ) أي أمراض عضوية أسبابها نفسية..كأن يكون المرء حاد الطباع أو قلق ، فيصاب بمرض القولون العصبي ،الضغط ،السكر، الصداع ونحوه ، أو تظهر عليه بعض الأمراض الجلدية ذات الأسباب النفسية كالثعلبة مثلاً.
أصحاب شماعة العين لا يتذوقون السعادة، فهم يحرمون أنفسهم وأولادهم من أشياء جميلة في الحياة..! مساكين أولادهم يخفون أخبارهم السارة ويقتلون الفرحة في قلوبهم ،فلا يفرحون بهم ،ولا يجعلونهم يعبرون عنسرورهم ويتذوقون طعم نجاحهم في الحياة مع المقربين لهم..!
فالنعمة عندهم شيء مخيف مقلق ، فلا يشعرون بلذتها بل هي عبء عليهم يخافون زوالها في أي لحظة بسبب العين،فتجد فرحتهم دائماً مبتورة وأعصابهم مشدودة ، وحسناتهم ضائعة بسبب كثرة الكذب لدفع العين بزعمهم ،وبسبب سوء ظنهم بالمسلمين، علماً بأنه لا بأس من كتمان بعض الأمور مراعاة للمصلحة مع الاعتدال في ذلك .
والشخص الذي يحمل هذه القناعة عندما تهنئه بحدث سعيد يخصه يتضايق ويكفهر وجهه!فهو أصلاً لا يريدك أن تعلم بهذا الحديث السعيد..!
فيبدأ يقلل من شأن النعمة التي هو فيها حتى لا تصيبه بعين..!
والأولى أن يقول لمن يهنئه : بارك الله فيك، والحمدلله على نعمه وإحسانه ،ويفرح ولا يحزن..
قال الله تعالى ( وأما بنعمة ربك فحدث ) فهل جحود النعمة وإنكارها شكرٌ لها..؟
هل نحن مأمورون شرعاً أن نسيء الظن بالمسلمين؟
فكل من فرح لنا وهنأنا بأحداثنا السعيدة نظن أنه أصابنا بالعين..؟؟نعم نحن نؤمن بقول نبينا صلى الله عليه وسلم:
(العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)ولكن هذا لا يبرر سوء الظن بالمسلمين فهو محرم علينا، ويفقدنا محبة الآخرين وتفاعلهم معنا..قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم).
يحتار الناس في التعامل مع من عندهم (وهم العين) فإذا هنأوهم لأخبار سارة تضايقوا..!وإذا تجاهلوهم حتى لا يزعجوهم غضبوا..!فيصبح الحليم معهم حيران.. ما الحل إذن؟؟
لقد تلاعب الشيطان بخطورة في عقول بعض الناس فحرمهم من الأجور ومن لذة الطاعة.فهناك من يخفي تدينه حتى لا يصاب بالعين على استقامته..!فهذا يترك أداء السنن أمام الناس ، وآخر يكذب إذا صام النافلة فيقول أنه غير صائم إن سُئل..!
أترتكب كبيرة الكذب لتعمل النوافل..؟!ولكني أقول لك..
افعل عباداتك ولا يهمك الناس، أين توكلك على الله..؟أين الإخلاص عندك؟
إن ظهور بعض عباداتك دون قصد منك فيه ***** عملية وقدوة حسنة في الخير..
هناك أيضاً من يخافون من العين لدرجة الوسواس ،ولا يخافون من الرياء والسمعة والعجب !.. بل تراهم يحرصون على إظهار أعمالهم الصالحة أمام من لهم مكانة عندهم ليحترموهم أكثر على تدينهم
،ويخبئونها عن غيرهم خوفاً من العين..!
وهناك من يعيش عمره كله يعاني من مخاوف العين، فلا يستغل الفرص الجيدة التي تتاح له ليرتقي في أمور دينه ، فيبتعد عن أعمال الخير فلا يلقي كلمة ، ولا يكتب مقالاً ، ولا يشارك في أنشطة للمجتمع عموماً ، وقد يكون هذا الخوف منه،أو من والديه عليه فيمنعانه، كما قد يمنع الزوج زوجته لنفس السبب..!
فتضيع الأعمار بدون أعمال ، وتفوت معها الفرص، وتموت المواهب وتدفن، وتقوم الحجة على أصحابها..فهل نخاف العين أكثر من خوفنا من الله بتضييع أنواع كثيرة من العبادات..؟
وهناك من تراه سليما يأكل وينام ، يذهب ويجيء ، يخالط الناس ، حياته حافلة ومليئة بالنشاط ،وعندما تسأله كيف حالك..؟ -من باب الحديث العادي- لا يحمد الله ، بل يجيبك مسرعا:
أنا تعبان ، كل شيء يؤلمني ، ماهذا الحال..؟
الله يصبرني، أنا في هم لا يعلمه إلا ربي..
حالي لا يسر عدو ولا صديق..ونحو هذا الكلام..
لا يشكرلله على النعمة وأنه أفضل من غيره، خوفاً من أن تعلم بحاله الجيد فتعطيه عين..!فهو يكذب ليدفع العين..!
ليس في الكذب إلا ارتكاب كبيرة ***ط الله عزوجل.
وهل تخاف العين أكثر من خوفك الله..؟!
فتكذب لأنك تخاف العين ولا تخاف الله أنك تكذب..!
آخر الكلام ...
امنح أعصابك فرصة أن تسترخي..
دع الأوهام وتذوق طعم الحياة..
فوض أمرك لله وعش بسعادة..
أحسن الظن بقدرة الله على حفظك..
استمتع بعلاقاتك مع الآخرين
وبجمال ماحولك من النعم..
وليكن لك لساناً شاكراً ذاكرا..ً
وأبشر بالمزيد والحفظ من الله.