انتهاء المعارك بين الجيش الموريتاني وعناصر القاعدة في شمال مالي
بواسطة سيرج دانييل (AFP) – منذ 9 ساعة/ساعات
باماكو (ا ف ب) - انتهت بعد ظهر السبت المواجهات الدامية في شمال مالي بين الجيش الموريتاني وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يشتبه بضلوعه في خطف خمسة فرنسيين وافريقيين اثنين بعد شهرين من هجوم فرنسي موريتاني في هذه المنطقة.
ونفت باريس مشاركتها في هذه المعارك التي قالت انها لا علاقة لها بعملية خطف الرهائن التي جرت الخميس، والتي قال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران السبت انه "شبه واثق" من ضلوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في عملية الخطف.
من جهة ثانية، اكدت وزارة الدفاع الموريتانية في بيان ان العملية التي شنتها كانت "اجراء استباقيا لاحباط النوايا الاجرامية (..) لمجموعة مسلحة (رصدتها) قواتنا المسلحة منذ أيام تتنقل على شكل رتل مسلح محمول، في اتجاه حدود بلادنا مع جمهورية مالي الشقيقة، بغية مهاجمة إحدى قواعدنا العسكرية في المنطقة".
وقالت وزارة الدفاع الموريتانية ان ستة من الجنود الموريتانيين قتلوا وثمانية جرحوا، كما "تمكنت قواتنا المسلحة من قتل 12 إرهابيا وإصابة العديد من الجرحى، لم يتسن تحديد عددهم (..) في العملية الاستباقية التي نفذتها مساء أمس الجمعة". ولم يشر بيان الوزارة الى المعارك التي دارت السبت.
وافاد مصدر امني مالي ان المعارك بدأت الجمعة على الحدود بين موريتانيا ومالي ثم انتقلت الى بلدة حسيسيدي المالية على بعد نحو مائة كلم شمال تومبوكتو. واستؤنفت صباح السبت في راس الماء على بعد 235 كلم غرب تومبوكتو.
وقال مصدر امني مالي بعد ظهر السبت لفرانس برس "انتهت المعارك. هذا ما لاحظناه ميدانيا. الطائرات الموريتانية المقاتلة التي حلقت فوق المنطقة جعلت المهاجمين يتراجعون لفترة". ولم يتسن الحصول على حصيلة القتلى من مصدر مستقل.
وقال مسؤول مالي مساء السبت ان طائرة عسكرية موريتانية وصلت السبت الى تومبوكتو على بعد 900 كلم شمال شرق باماكو لاسعاف ونقل العسكريين الموريتانيين الجرحى.
وقال مصدر عسكري جزائري في المنطقة ان "عدد (الجنود الموريتانيين) القتلى هو 15 على الاقل".
وقال مدني هو حمين ولد محمد علي تم الاتصال به عبر هاتف متصل بالقمر الاصطناعي انه راى في راس الماء ان شاهد "ست عربات للجيش الموريتاني متفحمة قرب بئر".
وقال نائب مالي في شمال البلاد في اتصال هاتفي معه من باماكو ان "تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي جر الموريتانية الى الصحراء للايقاع بهم". واضاف ان قائد مجموعة القاعدة التي قاتلت الجيش الموريتاني "هو يحيى ابو حمام احد مساعدي الاسلامي الجزائري عبد الحميد ابو زيد"، احد امراء التنظيم.
ويرجح ان يكون عبد الحميد ابو زيد هو الذي قاد المجموعة التي قتلت في ايار/مايو 2009 في شمال مالي الرهينة البريطاني ادوين داير والتي قتلت ايضا او تركت الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو يموت في تموز/يوليو 2010.
ويأتي هجوم الجيش الموريتاني بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية موريتانية ضد موقع للمتطرفين الاسلاميين المسلحين في صحراء شمال مالي قتل فيه سبعة عناصر من القاعدة.
وبحسب باريس، فان هجوم 22 تموز/يوليو هدف الى تحرير ميشال جرمانو (78 عاما) الذي كان خطف قبل اشهر في شمال النيجر. غير ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلنت في 25 تموز/يوليو انها اعدمت الرهينة انتقاما لمقتل عناصرها في الهجوم.
وفي حين لا تزال بعض المصادر في مالي تتساءل حول مشاركة فرنسا في هذه المعارك، قال متحدث باسم الخارجية الفرنسية في باريس ان "لا قوات فرنسية على الارض". ولم تشارك مالي في العملية ضد القاعدة داخل اراضيها.
وقالت وزارة الدفاع الموريتانية في بيانها ان "السلطات المالية كانت على علم بمجريات العملية حيث تم إطلاعها على مسار المعركة (..) كما عبرت عن استعدادها لتقديم الدعم اللازم عند الضرورة".
وقال الرئيس امادو توماني توري في مقابلة اجريت معه الجمعة وبثتها اذاعة فرنسا الدولية وقناة +تي في 5 موند+ الاحد "لقد سمحنا لكل الدول المحاذية لحدودنا بان تقوم بعمليات ملاحقة هنا".
ولم يشأ توري تاكيد وجود الرهائن في الاراضي المالية كما اعلنت مصادر اقليمية، وقال عن الخاطفين "انهم يتنقلون في كل منطقة الساحل والصحراء، اليوم هم هنا وغدا في بلد اخر".
وفي ارليت (الف كلم شمال شرق نيامي) التي تشكل موقعا لاستخراج اليورانيوم وشهدت اخر عملية خطف، قررت مجموعتا اريفا وفينسي الفرنسيتان منذ الجمعة اجلاء كل العاملين فيهما. وقد عاد 21 فرنسيا يعملون في اريفا الجمعة والسبت الى باريس