العلاقات الإسلامية الأمريكية" يطلق مبادرة "تعلم.. لا تحرق فى محاولة لمواجهة تطرف القس الأمريكى الذى دعا إلى حرق نسخ مصاحف يوم السبت المقبل، الذى يوافق الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، قال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" إنه سيعلن اليوم الخميس عن مبادرة بعنوان "تعلم.. لا تحرق" لجمع 200 ألف نسخة من المصحف لتحل محل المئتى نسخة التى يعتزم جونز حرقها فى كنيسته بفلوريدا.
وقال الدكتور نهاد عوض، الرئيس التنفيذى للمجلس، إنه سيتوجه مع مجموعة من القيادات الإسلامية لصلاة العيد فى مركز مارتن لوثر كينج قى بلدة جينسفيل بولاية فلوريدا، وهى المدينة التى تشهد خطة من جانب قس مغمور يدعى القس تيرى جونز -وهو راعى كنيسة بروتستانتية صغيرة فى المدينة لحرق المصاحف .
وأضاف عوض "سيكون حديثنا هناك فى خطبة العيد عن منهج الوسطية والاعتدال السمح فى الإسلام"، معللا، لتفويت الفرصة على من يريد أن يشوه ويطعن فى الإسلام، موضحا أن "القس تيرى جونز يشرف على كنيسة مفلسة، ويسعى إلى الشهرة وطلب المعونات المالية، وأتباعه أقل من 300 شخص، وما أقدم عليه هو فعل فردى لا يمثل عموم الأمريكيين".
من جانبه أشار جونز فى بيان له ألقاه فى فناء الكنيسة، إلى أنه سيمضى قدما فيما يخطط له على الرغم من التحذيرات الرسمية الأمريكية من أن ذلك سيعرض القوات الأمريكية فى أفغانستان والعراق للخطر، وقال "لسنا مقتنعين بأن من الصواب التراجع".
وأضاف جونز -وهو راعى كنيسة بروتستانتية صغيرة فى جينسفيل بولاية فلوريدا تنشط علنا لمناهضة ما تسميه "الإسلام المتشدد"- ومؤلف كتاب عنوانه "الإسلام من الشيطان"، أن "حرق القرآن هدفه لفت الأنظار إلى أن شيئا ما خطأ".
ووفقا لوكالة رويترز فإنه مع تنامى الغضب فى أفغانستان وضعت الشرطة فى حالة تأهب تحسبا لاحتجاجات على الحرق المزمع للمصحف. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون " جونز يزعم أنه برغم الغضب العام حول العالم فقد تلقى مكالمات هاتفية مؤيدة بعضها جاء من أعضاء لا يزالون بالخدمة بالقوات المسلحة الأمريكية.
وقال ليوك جونز ابن الراعى جونز إن هناك قرابة 200 نسخة من المصحف سيتم حرقها، مشيرا إلى أن بعض هذه النسخ أرسلها أنصار الراعى والبقية تم شراؤها، مضيفا "نريد أن نواجه ديانة نعتقد أنها تقود الناس إلى الهلاك... قولوا عنا إننا مجانين فالأمر متروك لكم".
من ناحية أخرى، قال فيصل عبد الرؤوف الإمام الأمريكى المسلم الذى يقف وراء مشروع بناء مركز إسلامى ومسجد على بعد خطوات قليلة من موقع "المنطقة صفر"، التى كانت تضم برجى مركز التجارة العالمى بمدينة نيويورك، أن الأمن القومى للولايات المتحدة يعتمد على كيفية التعامل مع هذه القضية المثيرة للجدل، مشيرا خلال مقابلة مع برنامج "لارى كينج لايف" على شبكة CNN مساء أمس الأربعاء "إذا انتقلنا من هذا الموقع، فإن ذلك يعنى منح فرصة للمتشددين لاعتلاء المنابر"، وتابع قائلاً إن "العناوين الرئيسية فى العالم الإسلامى ستقول إن الإسلام يتعرض لهجوم".
وشدد عبد الرؤوف، الذى قام بجولة فى منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، على أن مهمته كانت ترتكز على الدعوة للسلام وإقامة جسور بين المؤمنين، وأضاف أنه تحدث أيضاً عن وجود "متشددين" فى كلا الجانبين اللذين يحتدم الجدل بينهما حول قضية المركز الإسلامى.
وفيما أشار إلى وجود ما أسماها "معركة" بين المعتدلين والمتشددين فى كلا الجانبين"، فقد حذر عبد الرؤوف من أن نقل المشروع إلى مكان آخر، من شأنه أن يزيد قدرات المتشددين الإسلاميين لتجنيد أتباع لهم، وقد يؤدى ذلك إلى تزايد فى أعمال العنف ضد الأمريكيين.
ورداً على سؤال عما إذا كان يضع فى اعتباره إمكانية نقل المشروع إلى موقع آخر، أجاب قائلاً: "لا يوجد خيار غير مطروح على طاولة المفاوضات"، وتابع: "نحن نقوم بالتشاور والتحدث مع العديد من الناس، حول كيفية إنجاز ذلك، لذلك فإننا نتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل وأسلم الخيارات المتاحة".
وقد أثار مشروع بناء المركز الإسلامى فى المنطقة موجة استياء شعبى، كشف عنها استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع "ريسيرش كورب" هذا الشهر، وجد أن معارضى المخطط يصل إلى 68 فى المائة من جملة المستطلعين، وهو ما وصفه حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأنه مؤشر بأن "جراح 11/9 لم تندمل بعد".